قصة ولاد الوسخة
إلى أى الفئات الثلاث أنت تنتمى؟
(قصة منقولة، لكنها قصة خطيرة جدا)
في قديم الزمان كانت هناك امرأة لا تستحم أبدا
فأطلق عليها قومها لقب الوسخة للتمييز بينها و بين أختها النظيفة..
كان
قومهما في ذلك الزمان السحيق هم كل سكان كوكب الأرض و تعدادهم بضع عشرات من
البشر.. ذات يوم وقع الصياد وجامع الثمار الماهر في غرام الأخت النظيفة حين رآها
تستحم في الجدول فذهب إلي أبوها القوي الجسمان و طلب منه أن يأخذ ابنته لتعيش معه
في كهف تختاره ووجدها الأب فرصة للتخلص من الوسخة فوافق بشرط أن يأخذ ابنتيه معاً!
اختارت الابنة النظيفة أجمل كهوف الجبل المحيط
بالغابة وأكثرها قابلية للتنظيف و عكفت علي تنظيفه و تزيينه بالزهور و الأحجار حتي
صار جنه صغيره و لكن سرعان ما حولته الوسخة إلي جحيم بفضلاتها و فضلات طعامها و
حشراتها التي تتبعها في كل مكان فأغضبت أختها و أجبرتها علي أن تطلب من الصياد أن
تختار لنفسها كهف آخر لا تشاركها فيه أختها ووافق.
كان الصياد رجل عادل كما كان قليل الاستحمام
معذورا بسبب نشاطه اليومي المحموم في الصيد و جمع الثمار فاستطاع أن يتحمل معاشرة
الوسخة يوما مقابل كل يوم يعاشر فيه محبوبته..
كانت الوسخة كثيرة الإنجاب بينما أنجبت أختها
عدد قليل من البنين والبنات .. أرادت الوسخة أن تعاقب القوم علي اللقب –الوسخة- الذي لم يتوقف القوم يوما عن استخدامه
في الحديث معها أو عنها علي الرغم من علمها أنها تستحقه و علي الرغم من فخرها
بسلوكها وهيئتها القذران إلا أنها لم يكن يرق لها ابتسامتهم المصاحبة لاستخدام
اللقب فقررت أن تضع الأعشاب السامة في طعام مأدبة جماعية أقامها القوم للاحتفال
بكسوف الشمس.. لم يقتلهم الطعام و لكنه أفقدهم القدرة علي الإنجاب ولم ينجوا سوي
الوسخة و نسلها وفقا لمخططهم كما نجت أختها التي تصادف مرضها فظلت في الكهف و
أولادها وأبوهم الذين مكثوا معها لرعايتها
أمضي القوم المصابون باقي أعمارهم بدون إنجاب
دون التوقف عن استخدام لقب الوسخة وزادوا عليه لتمييز نسلها لقب أولاد
الوسخة مما زاد من انتمائهم لامهم و لعرقهم و زاد من حنقهم علي البشرية و
قرروا توريث هذا الانتماء و الحنق لذريتهم ...
ماتت
الوسخة وأختها و زوجهما و تزاوج ولاد الوسخة فيما بينهم و تكاثروا كما تكاثر أولاد
أختها فلما ضاق الوادي علي سكانه غادره النسل النظيف للانتشار فاستقر الكثير منهم
في أجمل بقاع الأرض بوادي النيل و استوطنت أعداد منهم بقاع جميله أخري من العالم
فحافظوا علي جمالها أو زادوه ثم تبعهم ولاد الوسخة للاستيطان في نفس كل الأماكن
فقللوا من جمالها كما فعلت أمهم مع الكهف
أرسل الله سبحانه و تعالي الرسل و الأنبياء
للهدايه فكان ولاد الوسخة دائما ما يقاومون الرسالة ثم لا يلبثوا أن يدعوا للإيمان
بها لتوسيخها من الداخل فيحذفون منها و يضيفوا عليها و يغيروا مضمونها...
لجأ أبناء
النسل النظيف إلي البناء والاكتشاف والاختراع للتحصن من القذارة والسيطرة
عليها فبنوا الحضارات فكان ولاد الوسخة دائما ما يقاومون كل الاكتشافات و
الاختراعات ثم لا يلبثوا أن يتبنوها ليستخدموها في نشر ثقافتهم القذرة استكمالا
لسعيهم التاريخي للانفراد بالحياة علي كوكب الأرض فتنهار الحضارات....
*جاء عصرنا الحالي و تعقدت الحياة و اختلطت
الأنساب بعد اضطرار الكثير من أبناء العرقين للتزاوج لكن بقيت قلة من أبناء العرق
النظيف النقي وبقيت كثرة من ولاد الوسخة الأنقياء..
توصلت
الكثير من بلدان العالم شرقا وغربا لصيغه للتعايش تسيطر فيه القوانين النظيفة علي
الحياة والأنشطة الجماعية مقابل قصر نشاط ولاد الوسخة علي حرياتهم الشخصية ودعم
بني جلدتهم من ولاد الوسخة في دول العالم الأخرى..
أما في
وادي النيل فقد انقسم النسل النقي لأطياف منها من يعتقد في إمكانية إصلاح ولاد
الوسخة بالإقناع و منهم من يكتفي بنظافة بيته مستعدا للتعايش مع ولاد الوسخة خارجه
و منهم من يؤمن بضرورة إجبار ولاد الوسخة علي الانصياع لقوانين النظافة و لكن
المشكلة في وادي النيل كَمنت في أن ولاد الوسخة كانوا قد سيطروا علي مجريات الأمور
لزمن طويل جدا دون مقاومه فوضعوا القوانين القذرة و تولوا كل المناصب العليا بعد
أن قسموا البلاد جغرافيا و إداريا بالشكل الذي يضمن انتشار القذارة.
رغم سيطرة ولاد الوسخة نجح النسل النظيف النقي
أخيرا و متأخرا في خلق مواجهه علنية بينهم و بين ولاد الوسخة يكون الحَكم فيها ذوي
النسل المختلط فكانت المواجهة فكريا غريبة الأطوار و غير متكافئة...
فأبناء النسل النظيف النقي يحاولون إقناع أبناء
النسل المختلط بضرورة أن يفعلوا الأصعب بينما يحاول ولاد الوسخة إقناعهم بعدم فعل
أي شئ علي الإطلاق حيث أن تنظيف مكان يتطلب جهدا و تفكير منظم بينما لا يتطلب
توسيخ مكان أكثر من إلقاء شئ قذر فيه وحتي الحفاظ علي نظافة مكان يتطلب جهدا و
جدولاً للصيانة بينما الحفاظ علي قذارة مكان لا تتطلب سوي تركه كما هو!
أبناء النسل النقي النظيف وسائلهم محدودة لأن
لديهم مبادئ تمنعهم من استخدام بعض الوسائل كالقتل والكذب والسرقة والنفاق بينما
يتمتع ولاد الوسخة بلا محدودية الوسائل الممكن استخدامها
رغم كل ذلك لم يعمل ولاد الوسخة حسابا لأهم
عنصرين قد يحسما المعركة لصالح النظافة وهي أولا أن أبناء النسل النظيف كانوا دوما
البادئين بالاكتشاف و الاختراع و يستطيعون مفاجئة ولاد الوسخة بما لا يتوقعون
بأذهانهم القذرة و ثانيا أن أبناء النسل المختلط بعد أن اتضحت الصورة لن يقبلوا
بأي حال أن ينضموا رسمياَ لفئة ولاد الوسخة الذين بدأ أغلبهم في فقدان أعصابهم بعد
أن افتضح أمرهم لدرجة إن جماهير كرة القدم تهتف عاليا لتذكيرهم بأمهم الوسخة
ومتصفحي الشبكة العنكبوتية قد خصصوا صفحة اعتذار لولاد الوسخة تهكما عليهم.
يا أبناء النسل المختلط: إن الجُهد عدو لكم و
لكن الملل مع القذارة أعداء أشد فاستعينوا بالجهد عليهما.
يا ولاد الوسخة لقد اختلطت الأنساب وتستطيعون
الاختباء بين الجماهير بعد أن نتخلص من آثار أفعالكم وحينها قد ينعتكم الناس
بألقاب محترمه دون ذكر أمكم....
فقد آن أوان تمزيق بروتوكولات ولاد الوسخة
منقولة منين، دي عبقرية دبابه
ReplyDeleteكاتبها يبدو انه لا يريدها ان تُنتسب إلى مصدر حتى يختار كل إنسان الى أى نسل ينتمى ولكنها على طريقة واسلوب نجيب محفوظ
ReplyDelete